بعض اللقاءات في حياتنا تختصر في دقائق اوحتى في لحظات لكن اثرها يمتد لزمن طويل بل قد يغير فينا شيئا للابد كان لقائي الوحيد بالفنان طلال مداح في عام ١٤١٣ واحدا من هذه اللحظات لم يكن لقاء مخططا له بل صدفة جميلة جمعتني بصوت الارض وقيثارة الشرق الذي ملا ليالينا بالحب والشجن ولكنه في تلك اللحظة لم يكن فنانا بل كان ابا .
اتذكر جيدا كيف كان يبتسم عندما اسمعته اغنية مقادير لم تكن ابتسامة عابرة بل كانت ابتسامة دافئة تصل إلى القلب مباشرة تحدثت معه في دقائق معدودات ووجدت فيه تواضعا جما وروحا شفافة لا تعرف التكلف كان يستمع إلي باهتمام بالغ وكأنني اهم شخص في العالم لم اشعر ابدا انني امام فنان عملاق بل شعرت انني امام شخص حكيم يريني بعينيه كيف يكون الاحترام والتقدير .
في تلك اللحظة لم اكن ارى فنان الارض وصوت الارض وقيثارة الشرق الذي يتربع على عرش الاغنية السعودية في ذلك الوقت بل رأيت ابا حنونا يمنح الامان والسكينة كانت كلماته قليلة لكنها كانت عميقة نصيحته لي لم تكن عن الفن او الشهرة بل عن الحياة عن كيف ان الصدق هو مفتاح كل شيء جميل وان الاخلاق هي اساس النجاح الحقيقي
بعدما انتهى اللقاء عدت إلى منطقتي وبيتي وانا احمل في قلبي شعورا مختلفا شعورا بالامتنان لهذا اللقاء وتقديرا اكبر لشخصية هذا الفنان العظيم ادركت حينها ان طلال مداح لم يكن مجرد مطرب بل كان مدرسة في الاخلاق وفنانا جمع بين الموهبة الفذة والاصالة العميقة لم يترك لي في تلك اللحظات ذكريات وتجربة جديدة بل ترك لي درسا ابويا عن التواضع والقيمة الحقيقية للانسان والفنان .
رحل طلال مداح لكن صوته ما زال يصدح في كل مكان وذكراه لم تمت وما زال ذلك اللقاء القصير يشكل جزءا لا ينسى من حياتي يذكرني دائما ان العظمة الحقيقية تكمن في الروح قبل الموهبة وفي الاخلاق قبل الشهرة
هذا الحب سيبقى خالدا في قلبي وقلب محبيه للابد لأنه ببساطة حب لفنان اصيل لا يعرف التكلف ولفنان كان قلبه نابضا بالحب للجميع .
بقلم . الفنان احمد يوسف