وكنت أقلب في التيك توك فجاءت هذه الأغنية الجميلة التي قد غنيت بعدة أصوات .. أجملها صوت عبد المجيد عبد الله وهذه البنت ، رغم أن عوض الدوخي يرحمه الله غناها بصوته الدافئ العذب ولكن بلحن غير هذا اللحن .
عندما استمعت لها - كما ذكرت أعلاه - هذا المساء الخميس ٢١ صفر ١٤٤٧هـ ، فعادت بي الذاكرة حتى يوم أربعاء في شهر من شهور عام ١٤٠٦هـ ، حينما استيقظت مبكرا فذهب أصلي الفجر في مسجدنا الصغير في مساحته الكبير في رجاله وجماعته ، وحلق بنا الصوت العذب الندي صوت الإمام الشيخ محمد بن علي مطاري يرحمه الله الذي أمّ المسجد أكثر من نصف قرن لم يتغيب ولم يتأخر إلا نادرا وكان محتسبا بدون أجر ، إلا في أواخر حياته حين رفع اسمه البعض وليس هو .. بعد صلاة فجر ذلك اليوم كان علي الاستعداد للذهاب إلى المدرسة ومدرستي اليوم هو مدرسة مسلية الابتدائية والمتوسطة ، فقد كنت أداوم ثلاثة أيام مدرسة المطعن الابتدائية المتوسطة ويومان مدرسة مسلية الابتدائية والمتوسطة ، وكانت سعادتي وسروري يزدادان في يومي مسلية.
ذهبت أشتري فطور وما حبيت أتعب الوالدة يرحمها الله في تجهيز الفطور !.
أحضرت فول وخبز وبيض قمت بسلقه وعلبة حليب ملك شيك - أظن هكذا الاسم- وعدت إلى البيت ، وأفطرت وركبت سيارتي متجها إلى مدرسة مسلية والفرح والسعادة والسرور يلفون حولي من جميع الاتجاهات ، وكان في مسجل السيارة شريط كاسيت قد وضعه أحد الأصدقاء من الليل ولكن ما استمعت له . وبمجرد أن فتحت الصوت جاء صوت عبد المجيد عبد الله :
يا الله اليوم أنا أسألك بِطه والأحزاب
يا كريم إنت يالله
سهل الرزق يا رحمن
وأفتح لنا الباب
وأستر العيب يا الله
قال أخو ناصر إن العشق داهي وغلاب
إنّما حسبي الله
من هوى الزين يصبر لو رقد
فوق الأعتاب وقال ذي جنة الله
شاهد الحال لي صاحب
ولا كلّ الأصحاب والمحبّة من الله
قلت له هات بشم شعرك والأهداب
قال روح لك على الله
شاهد الحال لي صاحب
ولا كلّ الأصحاب
من جفاه عونه من الله
فسرحت مع الصوت العذب ، واللحن الجميل والكلمات الرائعة فلم أشعر بنفسي إلا وأنا عند باب المدرسة الطينية .. من الاتصالات السعودية شرق فندق التاج حتى مسلية لم تسجل في الشعور عندي.. لا الشريعة ولا كوبري طاهر ولا حلة الكدرة ولا حديقة الأمير محمد ولا كل ما واجهته في طريقي .
ذكرتني اليوم بنت تغني هذه التي وأعادتني ٤١ سنة مضت .. أيام لن تعود!!.
مقالاتي وخاصة الذكريات مع أغنية ، في ظاهرها طرب وغناء ومرح ولكن في داخلها التعريف بأشخاص وأماكن وأدب شعبي ..
ولكن البعض لا يفهم ذلك وأنا لا أفصل وأشرح وأريد ذلك يحدث منهم :
- شخصية الفنان عبد المجيد عبد الله في بداياته.
- شخصية الفنان عوض الدوخي .
هذه الشخصيات الغنائية.
-التعريف بمسجدنا قبل ٤١ سنة ، وكيف تطور وأصبح من أوائل المساجد المبنية على الطراز الحديث الذي كان في يوم من الأيام تضيق المدرسة الثانوية بطلابها فتلقى الدروس به .
- التعريف بشخصية الإمام الوالد الشيخ محمد بن علي مطاري وصوته العذب ، رغم أني قد كتبت عنه في شخصيات وأعلام من بيش . وسنوات إمامته واحتسابه ذلك .
- التعريف بالأماكن والمدارس .
- التعريف بجزء من شخصيتي وتعاملي مع أهلي .
- تقديم كلمات الأغنية كاملة .
هكذا أنا ليس جانب غنائي وطربي ، بل تاريخ وتعريف وتعليم ..
د. ضيف الله مهدي
