في خطوة جريئة ومفاجئة، أعلن الفنان مختار بركات، أحد أبرز نجوم الأغنية العاطفية ، عن اعتزاله هذا النوع من الفن وتبرؤه من جميع أعماله السابقة. الخبر الذي انتشر كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، أثار ردود فعل متباينة بين صدمة واستغراب، وتأييد وتحليل عميق.
لقد كان الفنان مختار بركات على مدار سنوات طويلة، أيقونة الحب والشوق في أغانيه التي لامست قلوب الكثيرين . صوته الشجي وكلماته الرومانسية كانت جزءاً لا يتجزأ من ذكريات جيل كامل ، وشكّلت خلفية للعديد من قصص الحب والعشق . من منا لم يترنم بأغانيه أو يجد فيها صدى لمشاعره؟ لكن اليوم ، يختار بركات أن يغلق هذا الفصل بالكامل، معلناً توبته الصادقة من الأغاني التي يعتبرها الآن لا تليق بمسيرته الروحانية الجديدة.
هذا القرار لم يكن وليد اللحظة، بل هو تتويج لمرحلة تحول شخصي وفكري يمر بها الفنان. وفي تصريحاته الأخيرة، أوضح بركات أن الأغاني العاطفية، رغم جمالها الظاهري، قد تحتوي على معانٍ لا تتوافق مع قناعاته الدينية والأخلاقية الجديدة. هو يرى أنها قد تروج أحياناً لعلاقات لا أساس لها من الصحة، أو أنها تحصر الحب في إطار ضيق بعيداً عن أبعاده الروحانية والإنسانية الأعمق. هذا التبرؤ ليس إنكاراً لجمال الفن، بل هو إعادة تقييم لقيمته وجدواه من منظور مختلف.
موقف الفنان مختار بركات يفتح نقاشاً واسعاً في الأوساط الفنية والثقافية حول علاقة الفن بالدين والقيم الشخصية. هل الفن مجرد تعبير عن المشاعر الإنسانية بكل أطيافها، أم أنه يجب أن يكون ملتزماً بمجموعة من المبادئ الأخلاقية والدينية؟ هل يستطيع الفنان أن يتخلى عن جزء من تاريخه الفني الذي أحبه الجمهور وارتبط به؟
في نهاية المطاف، يبقى قرار مختار بركات شأناً شخصياً يخصه وحده. هو يختار الآن طريقاً يرى فيه السلام الداخلي والسعادة الحقيقية، طريقاً لا يرضي الجمهور بالضرورة، لكنه يرضي ضميره. وقد لا يفهم الكثيرون هذا القرار، لكنه يمثل بالنسبة للفنان شجاعة نادرة في مواجهة النفس والماضي، والبحث عن ذات جديدة.
يبقى السؤال معلقاً: هل سيواصل بركات مسيرته الفنية في مجال آخر، أم أن هذا الاعتزال هو نهاية المطاف لمسيرته الفنية بشكل كامل؟ الأيام وحدها كفيلة بالإجابة.
