يا له من صباح جميل أذكى في فؤادي ذكريات وأيام جميلة أبا فؤاد .. صباح استيقظت فيه في عام ١٤٤٧هـ ، ولكنه بجمال وذكريات وصبا وحيوية وإنسانية عام ١٤٠٤هـ!!
ما هذا الجمال أبا فؤاد الذي أهديته لي هذا الصباح ؟!
تداعت معه المعاني وسرح الخاطر حتى أمسية من أماسي شهر جمادى الآخرة من عام ١٤٠٤هـ ، وأبها في قمة جمال أجوائها ممتطيا رجلي أتخطى ناحية سوق الحناوي المركزي القريب من سكنا نحن طلاب كلية التربية - فرع جامعة الملك سعود في أبها ، وأدخل السوق وأتجول فيه حتى وصلت لزاوية الصوتيات والأشرطة الغنائية وانتقيت أغنية ( سلوا كؤوس الطلى .. هل لامست فاها) ، ثم عدت بعد أن تجولت في السوق للسكن وأضع الشريط في مسجلي الصغير وسرحت مع الصوت العذب ولم أفق إلا على صوت الله أكبر ..
سكر الصب كلما غنى .. ودعاه الغرام شوقا فغنى !
أنا يا مالكي بحكمك راض.. بما شئت فاحتكم في المعنى!!
في اليوم التالي خلصت من محاضراتي ونزلت لبيش ووصلت مع مغرب الشمس وفي الليل سهرت على سلوا كؤوس الطلى .. ولأني معتاد على رفع الصوت فقد حرمت الكثير من النوم حتى جات عمتي شقراء وولدتي يرحمهما الله وقالتا بلسان واحد أم كرتون ما خلتنا ننام صوتها في آذاننا؟! ، ضحكت وقلت : عادكن على الاسم ذا ؟! هي أم كلثوم مش أم كرتون ؟! ونضحك وأقفل الصوت .
ذكريات جميلة وعذبة أخرجتها أبا فؤاد من لاشعوري هذا الصباح مع أغنية سلوا كؤوس الطلى وصوت كوكب الشرق الخالد فرأيت نفسي بكل تفاصيلها .. لك كل الحب والمودة ولك خالص التحيات الطيبات !
ضيف الله مهدي
